أُعلِن عن كوفيد-19 جائحةً منذ حوالي العام، وفي تلك الأثناء، شهد القادة العالميين أهمية الابتكارات والتعاون في التصدّي لهذا التحدي الصحي العالمي الكبير. تسنح للإمارات العربية المتحدة، كونها واحدةً من الدول الأربعة والثلاثين المُمثَّلة في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في عام 2021، فرصةً ذهبية لدفع الجهود المؤدية إلى التقدم ودعم الملكية الفكرية القوية، ونظام الابتكار البيئي.
ويتجلّى مثل هذه الفرصة في استئناف المجلس التنفيذي المحادثات حول الاستراتيجية وخطة العمل العالميّتَين بشأن الصحة العامة، والابتكار، والملكية الفكرية. تساعد الاستراتيجية وخطة العمل العالميّتَين بشأن الصحة العامة، والابتكار، والملكية الفكرية التي نُوقِشَت واعتُمِدت منذ 13 سنة الدول على وضع سياسات لدعم اكتشاف علاجات جديدة وشافية للأمراض التي تؤثر بصورة غير متناسبة في الدول النامية.
أهم ما في الأمر أن الاستراتيجية وخطة العمل العالميّتَين بشأن الصحة العامة، والابتكار، والملكية الفكرية ترى في الملكية الفكرية "دافعاً مهماً في تطوير منتجات الرعاية الصحية". ولكن في حين تسعى الأمم إلى إسراع عملية إيصال علاجات كوفيد-19 ولقاحاته إلى سكان العالم أجمع، دعم بعض القادة سياسات خاطئة، مثل الترخيص الإلزامي، الذي قد يؤخر بغير قصد الجهود الساعية إلى احتواء الجائحة. تهدد المقترحات الداعية إلى تفكيك سياسات الملكية الفكرية طويلة الأمد أو تعليقها الابتكارات الضرورية للغاية للدول المتطورة والنامية على حدٍّ سواء. كما يحيد هذا التركيز عن مهمة منظمة الصحة العالمية الرئيس المتمثّلة في قيادة جهود التنسيق الدولية والاستجابة لجائحات مثل جائحة فيروس كورونا وغيرها من حالات الطوارئ؛ الأمر الذي يجب أن يبقى على رأس الأولويات، وبخاصةٍ حالياً.
خلّفت جائحة كوفيد-19 أضراراً كبيرة، لكنها أسفرت أيضاً عن تعاون وابتكارات غير مسبوقة لمعالجتها؛ وقد أدّت أنظمة الملكية الفكرية التي تحمي المُبتكِرين دوراً لا يُستهان به في سبيل ذلك. وجّه كوفيد-19 ضربةً قاسية لاقتصاد الإمارات العربية المتحدة. فعلى سبيل المثال، كان من المتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي السنوي للإمارات العربية المتحدة بنسبة 4,5% بنهاية عام 2020؛ وهو تباين كبير مقارنةً بارتفاعه بنسبة 1,7% في عام 2019.
قد يساعد تبني الابتكارات ودعم القطاعات المبتكِرة على عكس النكسات الاقتصادية الناجمة عن الجائحة. ويبدو أن الإمارات العربية المتحدة تقدّر هذا الواقع، حيث صعدت مرتبتَين منذ العام الماضي وصارت في المرتبة الرابعة والثلاثين بين عداد الاقتصادات المائة وواحد وثلاثين المُدرَجة ضمن قائمة مؤشر الابتكار العالمي لعام 2020.
وهي تواصل إبداء تقديرها لدور الملكية الفكرية، والابتكارات، والتعاون في معالجة التحديات الراهنة:
- فقد نوّهت دولة الإمارات العربية المتحدة في جمعيات الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الويبو" بأن "جائحة كوفيد-19 برهنت بوضوح أكبر من أيّ وقتٍ مضى عن أهمية الاقتصاد القائم على المعرفة... ونحن نريد العمل على التقنية، والإبداع، والتنمية... فهذا هو سبيلنا للتقدّم. تسعى [المعاهدات التي وقّعنا عليها] إلى دعم المُبدِعين والمُبتكِرين، وإلى ضمان وصول الجميع إلى إعمالهم كلها".
- وفي جمعية الصحة العالمية التي انعقدت العام الماضي، شدّدت الإمارات العربية المتحد على الحاجة إلى التعاون، مُنوِّهةً "بأننا نأمل أن ننهض من هذه الأزمة أكثر اتحاداً وتنسيقاً في جهودنا الساعية إلى تحقيق الأمن الصحي العالمي".
من المفترض أن تواصل الإمارات العربية المتحدة التعبير عن رأيها بجرأة دفاعاً عن الملكية الفكرية والابتكار اللذان تدعمهما حرصاً منها على ازدهار أمتها، فضلاً عن تأييد الشراكات المستمرة، بما في ذلك التعاون مع القطاع الخاص. من خلال القيام بذلك، سنتمكن من وضع حدٍّ لجائحة فيروس كورونا وتحسين الصحة العالمية.